الصوديوم والبوتاسيوم

تعتبر المعادن (بالإنجليزية: Minerals) من العناصر الغذائية المهمة لجسم الإنسان، إذ إنها تساعد على النمو، والتطور، وتحافظ على الصحة بشكل عام، ويستخدمها الجسم في العديد من العمليات الحيوية كنقل السيالات العصبية، وبناء العظام، كما أن بعضها يُستخدم في تصنيع الهرمونات. وفي الحقيقة تنقسم المعادن لقسمين؛ المعادن الكبرى كالكالسيوم، والفسفور، والبوتاسيوم، والصوديوم، والمغنيسيوم، وغيرها من المعادن التي يحتاجها الجسم بكميات أكبر من المعادن الصغرى؛ كاليود، والنحاس، والسيلينيوم، والفلوريد.

وفي الحقيقة يعتبر الصوديوم من العناصر الغذائية الأساسية لوظائف الجسم المختلفة، وعلى الرغم من خوف معظم الأشخاص من الصوديوم، والحذر الشديد منه لارتباطه بارتفاع ضغط الدم، إلا أنه معدنٌ مهمٌ لجسم الإنسان وضروريٌّ لصحته عند الالتزام باستهلاكه بكميات محدودة، إذ توصي المبادئ التوجيهية الأمريكية الغذائية (بالإنجليزية: Dietary american guidelines) باستهلاك أقل من 2300ملغ يومياً من الصوديوم. أما بالنسبة للبوتاسيوم فإنه يعتبر ثالث أكثر المعادن وفرة في جسم الإنسان، وهو مهمٌ جداً لصحته، ويجدر بالأشخاص الحرص على تناول الكميات الكافية منه.

الأغذية المحتوية على الصوديوم
تكمن أهمية الصوديوم بالنسبة لجسم الإنسان بمساهمته في الحفاظ على توازن السوائل فيه، والمساعدة على نقل السيالات العصبية، كما أنه يؤثر في انقباض وانبساط العضلات، وغيرها العديد من المهام التي تبيّن حاجة الجسم له. ويمكن الحصول على معدن الصوديوم من خلال استهلاك أنواع عديدة من الأغذية، ومن أمثلتها:

الفواكه: تعتبر الفاكهة الاستوائية المدعوة بتفاح مامي (بالإنجليزية: Mammy apple)، أكثر أنواع الفواكه احتواءً للصوديوم؛ إذ تحتوي الـ 850غراماً منها على 127ملغ من الصوديوم، كما تحتوي الحصة الواحدة من الجوافة، وفاكهة العاطفة (بالإنجليزية: Passion fruit) على 50ملغ منه، وتعتبر المنتجات التي تصنع من هذه الفواكه كصلصة التفاح، وعصير التفاح، ومربى التفاح والجوافة مواداً غنية بالصوديوم أيضاً.
الخضار: يحتوي كل من الكرفس والشمندر على كميات كبيرة من الصوديوم، إذ تحتوي الحصة الواحدة من الشمندر على 65 ملغ منه، بينما تحتوي ساق الكرفس الواحدة على 70ملغ، كما يحتوي الـ 100غم من السبانخ على 80ملغ من الصوديوم، بالإضافة إلى الجزر، والقرنبيط، والفجل، والملفوف التي تعتبر من الخضراوات الغنية بهذا المعدن.
الصلصات: على الرغم من الطعم الرائع للصلصات المختلفة، إلا أنها تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم؛ فملعقة الطعام الواحدة من صلصة الصويا على سبيل المثال تحتوي على أكثر من 1000ملغ صوديوم.
الأجبان: تحتوي الأجبان المعالجة، بالإضافة إلى الوجبات السريعة على كميات كبيرة من الصوديوم.
اللحوم: تعتبر اللحوم بكافة أنواعها من الأغذية الغنية بالصوديوم، فنصف صدر دجاج على سبيل المثال يحتوي على 70ملغ من الصوديوم.

اضطرابات الصوديوم

ارتفاع مستويات الصوديوم: (بالإنجليزية: Hypernatremia) عادةً ما تكون حالات ارتفاع الصوديوم في الدم خفيفة، ولا تُسبب مشاكل صحية خطيرة، وقد يتعرض الشخص لارتفاع الصوديوم في دمه إثر الجفاف، أو الإسهال المائي الشديد، أوالتقيؤ، أو الإصابة بمرضٍ في الكلى، أو بسبب بعض الأدوية، مما قد يسبب الشعور بالعطش الشديد، أو الخمول، أو حدوث تشنجات عضلية في بعض الحالات.
انخفاض مستويات الصوديوم: (بالإنجليزية: Hyponatremia) يمكن أن تنخفض مستويات الصوديوم في الدم بسبب أدوية معينة، أو مشاكل صحية في القلب، أو الكلى، أو الكبد، أو شرب الكثير من الماء، وقد تُحدث التغيّرات الهرمونية انخفاضاً في مستوياته كذلك، مما قد يتسبب بالشعور بالغثيان، والصداع، أو الإحساس بتعبٍ، وضعفٍ في العضلات، وتشنجات.

الأغذية المحتوية على البوتاسيوم
للبوتاسيوم دور مهم في الحفاظ على صحة الإنسان؛ إذ إنه يحفز النشاط العصبي، وتساهم مستوياته الطبيعية في الجسم في الوقاية من الارتفاع أو الانخفاض المفاجئ لمستويات السكر في الدم، كما أن له دورٌ في تحسين صحة العظام، والحفاظ على ضغط دم طبيعي، وتعزيز صحة القلب. ويمكن من خلال استهلاك أنواع معينة من الأغذية الحصول على حاجة الجسم من البوتاسيوم، ومن أمثلتها:
1-الفواكه المجففة:
تحتوي الفواكه المجففة على الكميات الأكبر من البوتاسيوم؛ إذ يحتوي الكوب الواحد من المشمش والخوخ المجفف على 1.5غرام من البوتاسيوم أي ما يعادل 43% من القيمة اليومية الموصى بها منه.
2- التمر:
يحتوي الـ 100غرام من التمر على 680ملغ من البوتاسيوم، أي ما يعادل 19% من القيمة اليومية الموصى بها منه.
3- البطاطا المشوية:
تحتوي حبة البطاطا المشوية الواحدة على 1081ملغ من البوتاسيوم، كما تعد البطاطا الحلوة من أغنى المصادر بالبوتاسيوم؛ إذ تحتوي حبة البطاطا الحلوة المشوية الواحدة على 450ملغ منه.
4- الموز:
تحتوي حبة الموز المتوسطة الواحدة على 422ملغ من البوتاسيوم، أي ما يعادل 12% من القيمة اليومية الموصى بها منه، وعلى عكس ما هو شائع، فلا يعتبر الموز المصدر الأغنى بالبوتاسيوم.
5- الفاصولياء:
تعتبر الفاصولياء بأنواعها المختلفة من أغنى الأطعمة بالبوتاسيوم، إذ يحتوي الكوب الواحد من الفاصولياء البيضاء المطبوخة على 1004ملغ من البوتاسيوم، أي ما يعادل 29% من القيمة اليومية الموصى بها منه.
6- الخضراوات الورقية الغامقة:
كالسبانخ الذي يحتوي الكوب الواحد المطبوخ منه على 839ملغ من البوتاسيوم، أي ما يعادل 24% من القيمة اليومية الموصى بها منه.
7- أطعمة أخرى:
على الرغم من أن الفواكه والخضروات هي المصادر الرئيسية للبوتاسيوم، إلا أن أنواعاً من الأسماك؛ كالسلمون، والتونة، والهلبوت تعتبر مصدراً جيداً للبوتاسيوم، وكذلك الحال بالنسبة للألبان.

اضطرابات البوتاسيوم

فرط بوتاسيوم الدم: (بالإنجليزية: Hyperkalemia) قد ترتفع مستويات البوتاسيوم في الدم بسبب الإصابة بالفشل الكلوي، أو بسبب أمراض الغدة الكظرية، أو بعض أنواع الأدوية، وعادة ما يكون ارتفاع البوتاسيوم في الجسم عديم الأعراض (بالإنجليزية: Asymptomatic)، وقد تظهر في بعض الأحيان أعراض مبهمة، أو غير واضحة كالتعب، والإعياء، والإحساس بالوخز، وضعف في العضلات، وقد تسبب حالات ارتفاع البوتاسيوم الشديدة توقف عضلة القلب.
نقص بوتاسيوم الدم: (بالإنجليزية: Hypokalemia) تنخفض مستويات البوتاسيوم في الدم بسبب خسارة كميات كبيرة منه عبر التعرق، أو عن طريق البول، والإخراج، أو عدم تناول الكميات الكافية منه، كما يمكن لنقص المغنيسيوم أن يسبب نقصاً في البوتاسيوم، وغالباً ما يكون هذا الانخفاض عرضاً جانبياً لحالات أخرى، كاستخدام بعض أنواع مدرات البول التي تسبب خسارة البوتاسيوم، أو استخدام الملينات على المدى الطويل، أو المعاناة من سوء التغذية أو الامتصاص، وقد يؤدي إلى الشعور بالتعب، والإصابة بالإسهال، أو التشنجات العضلية، أو خفقان قلب.